جولة في باريس على خطى الألعاب الأولمبية والبارالمبية

• جولة على طول نهر السين

كان نهر السين مسرحًا لمراسم افتتاح استثنائية للألعاب، الأولمبية حظيت بإشادة عالمية واسعة. تراقصت القوارب التي تمثل الدول على صفحة الماء في عرض بديع، بينما أضفت العروض الفنية على الجسور وضفاف النهر طابعًا ساحرًا على العاصمة الفرنسية، مجسدةً روح باريس الفريدة. فما الذي يمكن أن يكون أفضل من استعادة تلك اللحظات المبهرة والانغماس في الأجواء الباريسية من خلال نزهة على طول النهر؟ اجعلوا جزيرة سان لوي انطلاقتكم في نزهة حالمة على ضفاف الماء. استمتعوا بجولة حول الجزيرة وتوقفوا عند محل الآيس كريم الشهير بيرثيون للاستمتاع بنكهات استثنائية تضيف إلى رحلتكم لمسة من المتعة. تابعوا جولتكم إلى جزيرة لا ستيه وكاتدرائية نوتردام، التي تم تجديدها مؤخرًا. يمكنكم أيضًا الصعود على متن قارب سياحي في نهر السين، حيث لاكتشاف المعالم الباريسية من زاوية مختلفة، بينما تسترجعون في مخيلتكم العروض المذهلة التي أبهرت العالم خلال الألعاب الأولمبية.

الغداء: في سان ريجيس في جزيرة سان لوي، لتذوق أطباق بيسترو لذيذة. 6 شارع جان دو بيللي، 75004 باريس.

• لا كونسيرجيري

أثناء تجولكم نحو كاتدرائية نوتردام في باريس، ستجدون أنفسكم على بعد خطوات قليلة من لا كونسيرجيري. وإذا اخترتم التنقل عبر نهر السين، فإن  ليه باتو موش  أو قوارب النزهة ستوفر لكم توقفًا قريبًا من هذا المعلم الرمزي. بمجرد الوصول إلى هناك، ستسترجعون على الأرجح المشاعر القوية التي أثارتها الميتال الفرقة الفرنسية لموسيقى الميتال جوجيرا خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية. فمن على شرفات لا كونسيرجيري، قدّمت الفرقة عرضًا مذهلًا ترك أثرًا عميقًا في الأذهان، مسلطًا الضوء على الدور المحوري الذي لعبه هذا المبنى في تاريخ فرنسا.  وقد تُوّج هذا الحدث الأيقوني بجائزة غرامي خلال الحفل الذي أُقيم في 2 فبراير 2025.دعوا أنفسكم تنغمسون مجددًا في سحر هذا المعلم التاريخي، الذي كان يومًا ما سجنًا لماري أنطوانيت، وانطلقوا في رحلة حية إلى قلب الاضطرابات التي شهدتها الثورة الفرنسية.

• مونمارتر

ستقودكم خطواتكم بعد ذلك إلى مونمارتر، الحي المحبوب لدى الباريسيين. فقد احتضنت شوارع هذه الجوهرة البوهيمية سباقات الدراجات خلال ألعاب باريس 2024، المشاهد المذهلة للمتسابقين وهم يتحدّون المنحدرات الحادة لهذا الحي الأسطوري. اصعدوا بدوركم إلى كنيسة القلب المقدسللاستمتاع بإطلالة بانورامية خلابة على باريس، وتجوّلوا بين الأزقة المرصوفة بالحصى، التي تنبض بسحر خاص في قلب الدائرة الثامنة عشرة. يمكنكم أيضًا زيارة كروم العنب الشهيرة في مونمارتر، أو الحصول على صورة كاريكاتيرية في ساحة تيرتر، أو تناول مشروب في الحدائق المخفية لفندق أوتيل بارتوكلييه (23 شارع جونو، 75018 باريس).

أين يمكنكم النوم؟: ضعوا حقائبكم في هذا الفندق الجديد في العاصمة، ميزون باريير فاندوم. ستقيمون لمدة 3 ليالٍ في هذا الفندق ذو الـ 5 نجوم الواقع بين ساحة فاندوم وحدائق التويلري. كل غرفة هي تكريم لشخصية نسائية تاريخية.

خذوا لحظة لالتقاط الإطلالة الخلابة. من قوس النصر، حيث يبدأ يومكم الثاني، إلى هرم اللوفر، يمتد أمامكم محور تاريخي يربط بين متحف اللوفر وحي لا ديفانس.

• قوس النصر

لقد كان قوس النصر، أحد الرموز الأكثر شهرة في العاصمة الفرنسية، نقطة عبور رئيسية لسابقات الدراجات والماراثون خلال ألعاب باريس 2024. يا له من منظر لا يُنسى، حيث كان قوس النصر يحيط بالمتسابقين بكل عظمته. اصعدوا إلى قمة القوس للاستمتاع بإطلالة مذهلة على "أجمل شارع في العالم" وعلى المدينة. يمكنكم تقريبًا سماع هتافات المشجعين تتردد إلى ما لا نهاية، بينما يرفرف على باريس العلم الفرنسي الضخم.

• ساحة الكونكورد

لم يسبق للرياضات الحضرية مثل التزلج على الألواح و"البريكينغ" أن بدت بهذه الروعة من قبل. فقد تحوّلت مسلّة الأقصر والنوافير المهيبة إلى ساحة مذهلة تتسع لـ 35,000 متفرج، مما وفر مشهدًا لا يُنسى لهذه المنافسات! في الواقع، لم يخطئ المصورون في اختيارهم، إذ كانت مسابقات دراجة بي ام من بين أكثر الأحداث التي أنتجت لقطات مذهلة في هذه الدورة الأولمبية. سنتذكر طويلًا صورة الرياضي أنتوني جانجان، حيث بدا مقلوبًا رأسًا على عقب على ارتفاع موازٍ لقمة المسلّة، في مشهد مذهل يجسد روعة الأداء والإبداع الرياضي.

وتظل ساحة الكونكورد جميلة حتى بدون مدرجاتها المؤقتة. فنوافيرها المصنوعة من الحديد المصبوب، والمزخرفة بالذهب في تفاصيلها الأكثر رمزية، مثل نافورة البحار ونافورة الأنهار، هي من بين المعالم التي تستحق الزيارة مرة واحدة على الأقل في العمر. 

الغداء: في نونوس للشيف بول بيريه. قائمة طعام شيف في قلب فندق كريليون، مما يجعلها مناسبة جدًا للغداء.

• حديقة التويلري

لقد منح المرجل الأولمبي لحظات حالمة للباريسيين والزوار خلال الألعاب، وسيعود هذا الرمز الأسطوري كل صيف إلى حدائق التويلري حتى دورة ألعاب لوس أنجلوس 2028. ابتداءً من 23 يونيو وحتى 14 سبتمبر 2025، استعدوا لاكتشاف هذا المنطاد الهيليومي المهيب من جديد، واسترجعوا الأجواء السحرية للألعاب الأولمبية. استغلوا الفرصة للتجول في هذه الحديقة الفرنسية الفاخرة، بين أحواض الزهور الساحرة، والتماثيل العريقة، والنوافير الأنيقة. إنها المكان المثالي للاسترخاء، حيث يمكنكم الاستمتاع بإطلالة رائعة على المحور الملكي الذي يربط بين متحف اللوفر وقوس النصر. ولا تنسوا اصطحاب كتاب جيد لتسترخوا على الكراسي الحديدية الخضراء الأسطورية لحدائق التويلري.

• هرم اللوفر

يا لها من لحظات مؤثرة، حين عبر الماراثونيون تحت أشعة الشمس، وانعكست ظلالهم على الزجاج المتلألئ لـهرم اللوفر. هذا المعلم، الذي أبدعه المهندس المبدع إيوه مينغ باي، يضفي على اللوفر المهيب لمسة من الحداثة والروعة الفريدة. إنه بوابة مضيئة تقودكم إلى أعظم متحف في العالم، وجهة لا يمكن تفويتها في قلب باريس!

• القصر الكبير

استضاف القصر الكبير منافسات المبارزة والتايكواندو خلال الألعاب، مما أبرز عمارته المذهلة وقبته الزجاجية الخلابة التي خضعت حديثًا لعملية ترميم شاملة. لا تفوّتوا زيارته لإعادة اكتشاف ديكوراته الأصلية، التي أُعيد إحياؤها بعناية فائقة- من التماثيل، إلى الواجهات، والزخارف الداخلية التي استعادت بريقها وألقها، مجسدةً عظمة هذا المعلم التاريخي. ومن أبرز إنجازات الترميم إعادة فتح المحاور البصرية التاريخية، حيث أُعيدت المناظر الخلابة بين القاعة الكبرى وقصر الاكتشاف، بالإضافة إلى استعادة الإطلالات الساحرة بين الشانزليزيه ونهر السين، مما يمنح الزوار تجربة بصرية ومكانية فريدة من نوعها.

للمزيد من المعلومات حول إعادة افتتاح القصر الكبير

 الغداء: في مطعم  سوبستانس، مع الشيف ماتياس مارك الذي يحتفي بنكهات وألوان مسقط رأسه، إقليم الجورا، في مطعم أصبح من الأماكن الرائجة في الدائرة 16 في باريس.

• التروكاديرو

كانت ساحة تروكاديرو مكانًا رئيسيًا للمتفرجين، حيث استضافت حديقة الأبطال  التي احتفلت بالفائزين بالميداليات الأولمبية يوميًا. وسوف نتذكر طويلاً تلك الأعلام الدولية الصغيرة التي كان المشجعون يلوحون بها بفخر تحت أنظار برج إيفل. استمتعوا بدوركم بهذا المنظر الخلاب للسيدة الحديدية من حدائق تروكاديرو. يعد هذا المكان مثاليًا لالتقاط صور باريسية للغاية.

• برج إيفل

كان برج إيفل، الذي تزينه بكل فخر بالحلقات الأولمبية، محور الاحتفالات خلال الألعاب، متألقًا بعروض الألعاب النارية والإسقاطات الضوئية التي أذهلت العالم. سنتذكر إلى الأبد أداء سيلين ديون في حفل الافتتاح، وهي تؤدي أغنية "ترنيمة للحب" من الطابق الثاني أمام حشد متأثر حتى الدموع. سيظل فستانها الفاخر من ديور، المصنوع خصيصًا من جورجيت الحرير الأبيض والمطرز باللآلئ، رمزًا خالدًا في ذاكرة هذه الألعاب. اصعدوا إلى قمة برج إيفل للاستمتاع بإطلالة بانورامية مذهلة على باريس، وعند حلول المساء، لا تفوّتوا مشاهدة وميضه الساحر. قد تكون الحلقات الأولمبية قد أُزيلت، لكن روح الألعاب لا تزال تنبض في أرجاء المدينة.

لا شك أن الملك لويس الرابع عشر كان سيفتخر بالدور البارز الذي لعبه قصر فرساي خلال ألعاب باريس 2024، حيث استضاف مسابقات تليق بعظمته، مثل الرماية بالمسدس، والمبارزة، ورياضات الفروسية. اختتموا رحلتكم في خطى الألعاب الأولمبية والبارالمبية بيوم مميز ساحر في قصر فرساي وحدائقه. تخيلوا الفرسان وهم يتنافسون وسط هذا الديكور الملكي المذهل، وانغمسوا في تاريخ الملكية الفرنسية. من قاعة المرايا إلى قصر التريانون، ومن الأحواض إلى النوافير، يكشف لكم فرساي عن كنوزه الرائعة واحدًا تلو الآخر.

للقراءة: 24ساعة في فرساي مع ماري أنطوانيت

 الغداء: يمكنكم القيام بنزهة في الحدائق أو الاستمتاع بغداء فاخر في مقهى بيير هيرمي في فندق أوتيل دي لوميير