تتخطى مدينة كان، جوهرة الريفييرا الفرنسية، حدود سجادها الأحمر وأضواء الكاميرات. فهي مدينة متعددة الأوجه، تجمع بين التاريخ، الطبيعة، الابتكار وفن الحياة، مما يجعلها وجهة مفضلة للنجوم من مختلف أنحاء العالم وللزوار الباحثين عن الأصالة.
مدينة ذات سحر عالمي
تُعرف كان بتناقضاتها وتكامل عناصرها، فهي تجمع بين الحيوية الاقتصادية، التراث الطبيعي، وارتباطها العميق بعالم السينما. ومع عدد سكانها البالغ عددهم 73 ألف نسمة، تحافظ على طابعها الإنساني الدافئ، في حين تفتح ذراعيها للعالم. بفضل موقعها الاستراتيجي، وسهولة الوصول إليها برًا وبحرًا وجوًا، تستقطب ملايين الزوار سنويًا، ممن يبحثون عن توازن دقيق بين عبق التقاليد ونسيم الحداثة.
تراث طبيعي محفوظ
على بعد دقائق فقط بالقارب، تكشف جزر "ليران" عن الجانب البري والمحفوظ لمدينة كان. تضم جزيرة سانت- مارغريت "الحصن الملكي" الشهير الذي سُجن فيه الرجل ذو القناع الحديدي، فضلًا عن متحف بيئي تحت الماء هو الوحيد من نوعه في فرنسا. أما جزيرة سان- أونورا، فهي ملاذ للسكينة، حيث يزرع الرهبان السيسترسيون الكروم وأشجار الزيتون باحترام كامل للطبيعة.
وعلى اليابسة، تُعد "لا كرو دي غارد"، والمعروفة أحيانًا بـ"حي الإنجليز"، موطنًا لمنتزه طبيعي محمي، مزدان بأكثر من 40 نوعًا من أشجار الميموزا، ما يجعلها جنة لعشاق المشي والرياضة والإطلالات الخلابة.
فن الحياة على طريقة كان
بعيدًا عن صخب المهرجان، يقدم حي "كاليفورنيا" مزيجًا من الفخامة الراقية والأناقة الهادئة، حيث تنتشر فيه قصور من طراز "بيل إيبوك"، حدائق فخمة وفيلا دوميرغ، التي تُعد منارة ثقافية بارزة. وعلى "لا كروازيت" الشهيرة، تتجاور الفنادق الأسطورية والشواطئ الرملية والمتاجر الفاخرة مع أعمال فنية عامة ومشاريع تطوير جديدة.

في قلب المدينة التاريخي، يأخذكم حي سوكي في رحلة إلى كان القرون الوسطى، حيث الأزقة المرصوفة بالحصى، ومتحف استكشاف العالم، وسوق "فورفيل" الشعبي، و"سوكيه ديزارتيست"، الذي يعكس تنوعًا ثقافيًا وتراثيًا ثريًا.
علاقة خالدة مع السينما
منذ انطلاقه عام 1946، يظل مهرجان كان السينمائي الدولي أيقونة عالمية تُضيء المدينة سنويًا. لكن علاقة كان بالسينما أعمق من مهرجانها، فالفن السابع حاضر في كل زاوية: من الجداريات الضخمة إلى ممر النجوم، وصولاً إلى مهرجان كان سيريز المخصص لعالم المسلسلات.

يُعد قصر المهرجانات والمؤتمرات القلب الاقتصادي النابض للمدينة، حيث يحتضن أكثر من 150 فعالية سنويًا. وهو أول منشأة من نوعها تحمل لقب "شركة ذات رسالة"، تجسيدًا لالتزامه باستقبال العالم بروح الاستدامة.
مدينة رياضية، احتفالية، وشاملة
لا تقتصر كان على البريق فحسب، بل هي أيضًا قاعة رياضية في الهواء الطلق. من السباحة في البحر إلى تسلق التلال، ومن ساحات التزلج الحديثة إلى مسارات اللياقة البدنية، يجد الجميع نشاطًا يناسبهم. تحتضن المدينة فعاليات كبرى مثل الترياثلون، الماراثون، "الريغاتا الملكية" وسباق السباحة بين جزر ليران.
أما على الصعيد الثقافي، فتتنوع الفعاليات من مهرجان الرقص إلى "بلاج إلكترونيك" و"مهرجان الألعاب الدولي"، حيث تنظم المدينة أكثر من 80 فعالية سنويًا، مما يجعلها نقطة تقاطع ثقافي كبرى.
التزام بيئي راسخ
منذ حصولها على لقب "وجهة مستدامة مبتكرة" عام 2023، تقود كان مسيرة بيئية طموحة. من ترميم أعشاب بوسيدونيا البحرية، إلى شبكات لجمع النفايات، وموانئ حاصلة على شهادة "موانئ نظيفة"، بالإضافة إلى استخدام الطاقة الحرارية الحيوية ومشاريع الطاقة المتجددة. كلها جهود تجعل من كان مختبرًا حيًا للابتكار المستدام.
مدينة مضيافة تحتفي بالمواهب
تدعم كان المواهب المحلية والدولية على حد سواء، سواء كانوا فنانين، حرفيين، رياضيين أو علماء. ومن خلال ميثاق "مرحبًا بكم في كان"، يلتزم العاملون في قطاع السياحة بضمان جودة الخدمة، الشفافية، والاستدامة، ليشعر كل زائر وكأنه في بيته.